نبذة عن ديوان «اختراع هوميروس». لطارق هاشم
عن دار «أقلام عربية للنشر» بالقاهرة صدر ديوان جديد للشاعر طارق هاشم بعنوان «اختراع هوميروس»، يمثل الديوان نقلة نوعية في تجربة الشاعر، خصوصاً بعد عدد من الدواوين بالعامية المصرية صدرت له، ويقع في 133 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 28 نصاً شعرياً تتراوح ما بين نصوص الومضة الشعرية الخاطفة، والنصوص الطويلة.
يتخذ الديوان من أفق قصيدة النثر مداراً للرؤية وطرح الأسئلة، بينما يمثل الشاعر اليوناني هوميروس مؤلف الملحمتين الإغريقيتين الخالدتين الإلياذة والأوديسة الزمن والمثال الهاربين من قصيدة النثر، خصوصاً في تطورها الراهن.
في ظل هذا المناخ، يطرح الشاعر همومه الشخصية وعلاقته بواقعة وأفكاره ورؤاه ومشاعره العاطفية، وتتحول قصيدة النثر داخل معظم القصائد إلى موضوع دائم، وحلقة وصل بين العناصر والأشياء، سواء في حضورها المادي المباشر، أو تخفيها في صور ورموز شتى خلف العلامات والدلالات والإشارات. كما تبدو موضوعاً عاطفياً بامتياز في عدد من النصوص، حيث توحِّد الذات الشاعرة بين تحرر القصيدة النثرية ومغامرتها الفنية المفتوحة بحيوية على قضايا الوجود والمستقبل، وبين تحرر المرأة نفسها، والحلم بالحب والحياة، بعيداً عن ربكة القيود الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وإرثها الذي يكرس للعادي والمألوف.
ورغم استدعاء بعض النصوص أسماء شعراء وفنانين معروفين باعتبارها تمثل رموزاً ودلالات قارة جمالياً وشعرياً، تبقى من السمات اللافتة في الديوان فكرة الإحالة لما هو معاش وحي، لما هو ملموس، يمكن أن تشمه الذات الشاعرة وتلمسه، تحبه أو تنفر منه، فهي تؤسس شعريتها على تخوم اللحظة الراهنة المعاشة بالأساس، وما عداها مجرد ظلال.
من أجواء الديوان، يقول الشاعر:
الساحات التي «ياما» مررنا بها
أعطتني ظهرها من بعدكِ
وحدتي خرجتْ من حيز التخيل
لتقفز في الواقع
كشبح لا يهزمه حتى الأعداء
لقد هرمتُ يا سلمى
ظلك ما عاد يزوروني في الليل
ليغلق باب عزلتي
تخيلي
حتى الأحمر القاني خذلني
أنا الذي شربت من نهر فان جوخ
وكليمت