“الإدارة” تستعرض ثقافة المجال العربية وترجع إليها عبر العصور
وأشار الفيلم بعبارة “للمجالس حُرمة” الذي اختصر الكثير عن مجالس العرب، والتي كانت ولا تزال مكان الأنس العفوي، وكان العرب متميزين في فنون العلاقات، فاهتموا باختيار الأصحاب، وتصميم المجالس وترتيبها، حتى وصلوا لكتابة تفاصيلها وتوثيقها.
ومنها وصلتنا كتب مجالات العلماء، ومجالس الملوك، ومجالس الأدباء والظرفاء والعامة، في دليل على أنها تمتعت بالمجالس وبالحديث عنها، ما يعكس التوافق بين العربي والمجلس.
عظيم عظيم
ولأنها تقدر المجالس عند العرب عظيم، فإن الوقت اختيار، ولبس أفضل الملابس، والتطيب، ثم إذنان قبل الدخول، والتحية، وتقدر الكبار بالسلام، والنادي بالكُنى “أبو فلان” بدلًا من الأسماء الصريحة، وكرام الضيف من الأساسات.
كما قال اليزيدي: دخل على الخليل بن أحمد الفراهيدي، فوسّع له، فخاف اليزيدي أن يضيق عليه، فقال له الخليل: “لا يضيق سم خياط على متحابين، ولا تتسع الأرض لمتباغضين”.
حتى تشميت العاطس في المجالس كان من استخدام العربية القديمة، فجاء الإسلام بمعلوماتها، مع الكثير من الآداب التي عجزت عنها كتب الإتيكيت.
الأحاديث الطيبة
وكان العرب يقدّرون الأحاديث الطيبة، حتى إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: “لولا أن أجالس أقوامًا يلتقطون جيد الكلام كما يلتقط الناس جيد التمر ما ريفي أن أبقى في الدنيا”.
ومن جمال تلك المجالس ومتعتها الخاصة كانوا يحنون لها إذا فارقوها، ويذكرونها بشوق كبير.
ورغم تغير الزمان والمكان، بقي المجلس العربي متميزا بطبيعته الفريدة.
مجلس الملك عبدالعزيز
وبعد سنوات من تغير الحياة، وصف الأديب خير الدين زركلي أهم مجلس عربي وهو مجلس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وقال إنه كان مشهوراً بكلمات النزلاء مثل “بالخير”، وإذا بدأ بالحديث سكوت تقدمون اعترفًا به، وإذا توقف فلكل حق الكلام من صغير وكبير وجليس دائم وزائر.
كما وصف محمد أسد طريقة الملك عبدالعزيز في إدارة الحوار بالديمقراطية، الذي يعد العد التنازلي لسباقهم، ويتكلمون معه دون ألقاب.
وكانت له مجال خاص لجامع رجال الدولة وأعيانها، وفيها مجال العلم والأدب والسياسة، إذ تبدأ الجلسة بدرس شعبي، ثم تلقى في مجلس أخبار العالم، ويدور الحديث حولها.
تأثرت بالحضارة الثقافية والحضارية
وأشار إلى أن إدارة الملك عبدالعزيز هناك دومًا لإبراز التأثر الثقافي والثقافي للمملكة العربية السعودية عبر حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي، وحرصت على المساهمة في اعتماد والتقاليد العربية التي أصبحت جوهر الهوية الثقافية للوطن، من خلال جمع وتوثيق المعلومات للاحتفال الشهير، ما بدأ الإبداع الثقافي الانتماء للتراث العربية.